يبدو أن الأغنياء يعرفون شيئاً عن المال لا نعرفه نحن. فوفقاً لتقرير "كريدي سويس جلوبال ويلث" أن نصف أموال العالم تتمركز فقط في أيدي 1 % من الأغنياء فقط.
ربما يمتلك هؤلاء الأغنياء أسراراً تمكنهم من جمع الأموال بسهولة، ولكنهم لن يستطيعوا أن يبقوا الأمر سراً لفترة طويلة.
في هذا المقال سنتطرق إلي سبعة من تلك الأسرار التي يعرفها الأغنياء جيداً والتي يمكنك إستخدامها لبناء ثروتك الخاصة.
1- الإنقاق لابد وأن يكون مقترناً بأهداف
إحدي السيدات أثناء إلتقاطها بعض الأموال من محفظتها الخاصة
في هذا الصدد جاء "مايكل كاي" – رئيس مؤسسة "فاينانشيال لايف فوكس"- ليقول أن واحداً من أسباب إزدياد ثروة الأغنياء هو أنهم يمتلكون الأهداف التي تمكنهم من ذلك.
كما يستطرد قائلاً:" إنهم يدركون جيداً ما يسعون إليه. فربما يكون هذفهم هو إيصال هذه الثروات إلي أجيالهم التالية أو الوصول إلي نظام حياتي محدد. فعقولهم تعمل وفقاً لنظرية تمنعهم من إهدار مواردهم علي أشياء لا قيمة لها".
ووفقاً لنظرية "مايكل كاي" فإن الإغنياء يقومون بإنفاق أموالهم فقط علي الأشياء ذات القيمة والتي ستعود عليهم بالمنفعة فيما بعد. وهنا يمكننا الإستفادة من هذه النقطة عن طريق تحديد أهدافنا أولاً بشكل جيد و من ثم مراقبة أوجه إنفاقنا للتأكد من أنها تسير بشكل صحيح بإتجاه هذه الأهداف.
وفي النهاية يتسائل "كاي": "هل حقاً تسير أوجه إنفاقك وفقاً لأهداف ذات قيمة؟. هل تلتقي لديك المعتقدات والحقائق؟".
2- لا تهدر أموالك في محاولة لإبهار الأخرين.-
إحدي النادلات تساعد أربعة نزلاء
الغالبية العظمي من الأغنياء لا يقومون أبداً بإضاعة أوقاتهم الثمينة أو أموالهم في محاولة منهم لإبهار أًنُاس أخرين.
حيث يقول "كاي": " هؤلاء الأغنياء يدركون جيداً أنهم ليسوا في سباق. فهم يدركون جيداً أنهم قد وصلوا لما هم فيه وفقاً لأهدافهم ومعتقداتهم وبالتالي لا يهتمون علي الإطلاق بما يفكر فيه الأخرون".
ففي الحقيقة، فإن الغالبية العظمي من هذه الطبقة الغنية لم يتثني لهم أن يصبحوا أغنياء إلا من خلال حرصهم الشديد علي عدم إضاعة أموالهم التي كسبوها بشق الأنفس بشراء العديد من الأشياء التي لا قيمة لها فقط كمحاولة منهم لإبهار الأخرين.
فالحرص الشديد علي أوجه الإنفاق هو المفتاح السري لأغني أغنياء الولايات المتحدة وذلك وفقاً للكتاب صاحب المبيعات الأكبر علي الإطلاق "المليونير في المنزل المجاور".
فمحاولتك لإنفاق الكثير من أموالك في محاولة منك لتبدو غنياً –دون أن تصل إلي ذلك فعلياً- هي بالتأكيد خطوة مؤكدة لعرقلة أهدافك تجاه بناء ثروتك الخاصة. فما يتوجب عليك هو أن تضع كل تلك المظاهر وراء ظهرك وأن تركز علي ما هو أهم، ألا وهو العمل علي جمع ثروتك في السنوات القادمة والحفاظ عليها بما يضمن لك تحديد أهدافك وإنضمامك إلي نادي الأغنياء.
3- إمتلاك الكثير من السيولة.
رزمات من فئة المائة دولار
وبالحديث في تلك النقطة، يوضح "كاي" أن الأغنياء يقومون بتوفير قدراً كافياً من السيولة لتغطية إحتياجاتهم قصيرة المدي وذلك بعيداً عن مدخراتهم الأساسية.
فهؤلاء ليسوا بحاجة لعرقلة حياتهم من أجل حدث عارض، ولهذا السبب يمتلكون قدر كاف من السيولة النقدية لمثل هذه المواقف.
فحقيقة أن الأغنياء لديهم صندوقاً إحتياطياً من السيولة النقدية لمواجهة تلك الظروف الطارئة ليس فقط ميزة من مميزات ثروتهم بل الأمر تخطي ذلك ليكون التوفير سمة من سماتهم الإنضباطية تجاه تحقيقهم لثرواتهم.
وعلي المستوي الشخصي، يجب علي الجميع إنشاء صندوقاً خاصاً للسيولة الإحتياطية يكفي لتغطية نفقاتهم لفترة من 6-9 شهوراً مستقبلاً.
ويقول "كاي": "أنه لا يجب عليك تجميع كل هذه السيولة مرة واحدة. حيث يتوجب عليك العمل للوصول إلي هذا الهدف من خلال إصرارك علي توفير جزءاً ثابتاً من مرتبك يتم تحويله بشكل تلقائي إلي ذلك الصندوق شهرياً. فالأمر يعد هدفاً يجب عليك السعي بإصرار للوصول إليه كخطوة أساسية في إتجاه بناء ثروتك".
4- التكاليف في غاية الأهمية
أحد الموظفين أثناء إجراءه بعض الحسابات
التكاليف والرسوم الغير متوقعة والزائدة عن الحد الذي تقوم بدفعها يمكنها وبسهولة إلتهام ثروتك.
وفي هذا السياق يقول "تايلور شولته" – المدير التنفيذي لمؤسسة "ديفاين فاينانشيال" في سان دييجو- أن " الأثرياء يدركون جيداً أن كل تكلفة أو رسوم يقومون بدفعها تساوي أمامها إنخفاضاً لما في جيوبهم من أموال".
فبشكل عام يركز الأثرياء إهتمامهم علي رسوم الإستثمار والتي لا يدير الكثيرون لها بالاً ولا يعطونها ما ينبغي من الإهتمام. فعلي سبيل المثال ووفقاً لتقرير "الرابطة الوطنية للمشاركين في برنامج مدخرات التقاعد" فإن نسبة تقدر بنصف عدد العاملين لا يدركون حقيقة أنهم يقومون بدفع رسوماً في أماكن عملهم لحساب مدخرات التقاعد. بينما هذه الرسوم من شأنها التأثير علي عوائدك بشكل كبير.
ووفقاً لتقرير "لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية" فإن تراكم الرسوم الصغيرة من شأنها إحداث تأثير كبير علي أموالك. فإذا قمت بإستثمار مبلغ 100 الف دولار علي مدار 20 عاماً وقمت بدفع 1% من هذا المبلغ كرسوم سنوية، فبنهاية تلك الفترة ستجد أنك قد قمت بدفع ما يساوي 30 الف دولار زيادة عما إذا قمت بدفع 0.25% كرسوماً سنوية منذ البداية.
والأن سيتطلب منك الأمر أن تقوم بفحص كشف حسابك البنكي لمعرفة الرسوم التي تقوم بدفعها. فإذا كانت تلك الرسوم كبيرة فإن "لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية" تنصحك بالسؤال عن إمكانية تخفيض تلك الرسوم. كما ينبغي عليك السؤال والبحث عن تلك المؤسسات الإستثمارية التي تتمتع بإنخفاض الرسوم والعمولات التي تقوم بخصمها من حساباتك وبالتالي ستكون لديك الفرصة بالإحتفاظ بالكثير من الأموال التي لطالما عملت جاهداً لجمعها.
5- موقع الأصول لا يقل أهمية عن توزيع الأصول.
رسم بياني
يقول "شولته" : "إذا قمت من قبل بقراءة شئ عن أصول الإستثمار والتوفير للتقاعد فإنه ولابد وأنك لاحظت النصيحة الخاصة بتوزيع الأصول – فإمتلاك المزيج الصحيح للإستثمارات والأصول أفضل بكثير من وضع جميع أموالك في أصل واحد فقط. ولذلك فإن الأثرياء يدركون جيداً أن موقع الأصل ذاته لا يقل أهمية علي الإطلاق عن توزيع أموالك علي أصول متعددة".
وبشكل أخر فإن الأثرياء لا يقومون بوضع جميع أصولهم في حساب واحد مثل حساب مدخرات التقاعد ذو الضرائب المؤجلة، لكنهم أيضاً يقومون بإستثمار أموالهم في حسابات تداول الأوراق المالية وذلك للتقليل من تأثير تلك الضرائب عليهم عند التقاعد.
فعلي سبيل المثال لن تحصل علي أية إعفاءات ضريبية عند إستثمارك في تداول الأسهم والسندات أو الصناديق الإستثمارية من خلال حسابات الوساطة المالية، ولكنك إذا قمت بالإحتفاظ بتلك الأستثمارات لما يزيد عن العام سيتم تحصيل الضرائب وفقاً لمعدل أرباح رأس المال علي المدي الطويل والذي يتراوح ما بين 0% إلي 20% والذي غالباً ما يستقر عند 15% لدي الغالبية العظمي من المستثمرين.
وعليه فإن نوع الإستثمارات التي تقوم بها في حساباتك من شأنها أن تحمل تأثيراً درامياً علي عوائدك طويلة المدي. ويعد الأفضل في هذه الحالة هو الحفاظ علي الأوراق المالية من سندات وصناديق إستثمارية في حسابات مدخرات التقاعد ذات الضرائب المؤجلة بينما يجب الإبقاء علي الأسهم الفردية في حسابات التداول والوساطة المالية.
6- ضرورة التخطيط الضريبي الممنهج علي مدار العام
وثيقة ضريبية
لا ينتظر الأثرياء المحترفون لشهر أبريل/نيسان ليبدأوا في التفكير في الضرائب المتراكمة عليهم، فعوضاً عن ذلك يقومون بالعديد من الخطوات الجادة طوال السنة لتقليل تأثير تلك الضرائب وذلك بمساعدة مجموعة من خبراء الضريبيين وبالتالي يمكنهم ذلك من تجنب الوقوع في أخطاء ضريبية تكلفهم الكثير من الأموال.
بالإضافة إلي ذلك يقوم الأثرياء بحماية مدخراتهم من خلال القيام بدفع العديد من التبرعات الخيرية خلال العام في صورة هدايا عينية أو مادية أو كلاهما. وعليه فإذا قمت بتخصيص أوجه إنفاق مبلغ الضرائب المقرر عنك في عام ما سيكون الخيار الأفضل علي الإطلاق هو الإنفاق في الجهات الخيرية المعتمدة بدلاً من خصم تلك القيمة من مدخراتك بالكامل. فقيامك بتخصيص ودفع جزءاً من مدخراتك في صورة تبرعات خيرية إلي الجهات الخيرية المعتمدة من قبل نظام الضرائب التابع له سيعمل بالتالي علي تخفيض قيمة الضرائب المستحقة علي مدخراتك بشكل كبير.
وفي هذا السياق يقول "شولته": "التبرعات الخيرية هي أداة ممتازة لتقليل التبعات الضريبية علي مدخراتك. الأغنياء يعرفون ذلك جيداً، كما أنه لا يلزم أن تكون غنياً لكي تقوم بذلك".
فسواء قد قمت بكتابة شيكاً مصرفياً إلي إحدي الجهات الخيرية المعتمدة أو قمت حتي بالتبرع بملابسك التي لا تحتاجها في الوقت الحالي، قم بالإحتفاظ بتلك الإيصالات وقم بتقديمها في تقريرك السنوي لتحصل علي الخصم المقرر من الضرائب المستحقة عليك.
ولتقوم بالأمر بشكل ممنهج، يمكنك الإنضمام إلي إحدي الصناديق الخيرية والتي توفرها بعض المؤسسات الإستثمارية والتي تسمح لك بالحصول علي الخصم الضريبي المتاح لك بمجرد إيداعك للأموال في هذه الصناديق مما يضمن لك إدارة حساباتك ومدخراتك وفقاً للإطار الزمني المناسب لك.
7- ضرورة الإستعانة بالمستشارين
إحدي السيدات أثناء حديثها مع أحد المستشارين
يحيط الاغنياء أنفسهم دوماً بالمستشاريين الماليين والقانونين والضريبيين وذلك في خطتهم لتنمية وزيادة ثروتهم. وعليه فلا يجب عليك الإرتكاز إلي أنه يجب أن تكون غنياً لتقوم بالإستعانة بمثل هؤلاء المستشاريين، بل علي النقيض تماماً فإستثمارك في فريق الدعم الخاص بك من شأنه مساعدتك علي تحقيق ما تبغي ووضعك علي الطريق الصحيح لتحقيق ثروتك التي طالما حلمت بها.
وجاء "كاي" مؤكداً لتلك النظرية حيث قال:"إذا إستمريت في الإعتقاد بأن عدم توافر لديك المال اللازم هو السبب وراء بقائك بعيداً عن الطريق الصحيح، فأنت مخطئ وبذلك ستستمر في الوقوع في نفس الأخطاء مرة تلو الأخري".
ويؤكد "كاي" علي ضرورة عدم البخل عند الإستعانة بالمستشارين، حيث يؤكد علي قيامك بالإستعانة بأفضل المستشارين وفقاً لميزانيتك فأنت في غني عن إضاعة وقتك وأموالك مقابل نصيحة غير صحيحة من شخص ليس علي المستوي المناسب.
كما يمكنك الإستعانة بمجموعة فريدة من المستشاريين الماليين من خلال الموقع الإلكتروني الخاص "بالرابطة الوطنية للمستشارين الماليين الشخصيين" وهو NAPFA.org وهنا تضمن أنك قد وضعت إستثماراتك في المكان الصحيح من خلال إختيار أفضل المستشارين وفقاً لميزانيتك.
Recomended readings Superbodies: Peak Performance Secrets from the World's Best Athletes by Greg Wells (May 15 2012) and Rich Habits - The Daily Success Habits of Wealthy Individuals
MSN Money